عندما بدأت
غوغل العمل قامت بتوظيف 600
خبير وعالم رياضيات
ليعملوا على مدارالساعة على تطوير
المعادلات الرياضية المستخدمة في البحث
على الإنترنت وبالتالي رفع فعالية استخدام
المحرك، واليوم لا توظف غوغل إلا خريجي
الجامعات الكبرى مثلMIT
وغيرها من خبراء
التكنولوجيا والرياضيات والهندسة بمختلف
أنواعها، ولأنها تعتمد على الموظفين
اعتماداً كلياً في استمرار تقدمها على
منافسيها، أولت غوغلراحة الموظفين وتلبية
احتياجاتهم أهمية قصوى تصدرت مؤخراً
الدراسة التي قامتبها مجلة Fortune
الأميركية حول أفضل
مئة شركة للعمل فيها وحصلت على المركزالأول
بلا منازع.
ركزوا هنا ففي حرم
الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا
تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر
في أرجائه 11
مقهى ومطعماً يقدمون
مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجاناً
وطوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم
والمقاهي في عين الاعتبارالموظفين
النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل
العضوي والذين يتبعون حمية معينة، لذلك
يجد الموظف في هذه المطاعم جميع ما يشتهي
ويرغب من مأكولات.
وفي حرم الشركة أيضاً
تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية
وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو
وغيرها من وسائل ترفيهية يرتادها الموظفون
بين الفينة والأخرى، ففي غوغل لا توجد
هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس
بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على
الوقت ، كما تقدم غوغل خدمات الغسيل والكوي
مجاناً للموظفين ، وهناك حلاقين ومراكز
تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي1
بالإضافة إلى مراكز
لتعليم لغات أجنبية كالمندرين واليابانية
والإسبانية والفرنسية،وذهبت غوغل إلى
أبعد من ذلك، فوفرت مكتباً يقدم خدمات
شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته
في أحد مطاعم المدينة...
كل هذا مجاناً.وفي
غوغل يولي المسؤولون صحة الأفراد الشخصية
أهمية بالغة ، فهناك عيادات طبية متوفرة
للموظفين مجاناً ، وهناك دراجات تعمل
بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان
إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر،
كما قامت الشركة بتزويد الحافلات التي
تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة
بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف
أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة
، وهي فكرة أتت بها إحدى الموظفات التي
استغربت من ردة فعل المسؤولين الذين ما
إن سمعوا بالفكرة حتى طبقوها دون نقاش أو
دراسة ، وهو أمر لم تعهده هذه الموظفة في
الشركات التي عملتبها من قبل.
وحتى يشعر الموظفون
بأنهم يعملون في بيئة أشبه ببيوتهم ، فإن
غوغل تسمح لهم باصطحاب كلابهم إلى العمل
بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين
وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها
، فشكوى واحدة كفيلة بترحيل الكلب إلى
البيتولكن دون المساس بالموظف أو بحقوقه
في الشركة .
وكجزء من مشاركتها
واهتماما بالحفاظ على البيئة فإن غوغل
تقدم مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار
للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل
بالطاقة البديلة.
وفي غوغل إذا قام موظف
ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة
في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة
قيمتها ألفا دولار ، وكمبادرة لطيفة من
الشركة فإنها تعطي كل موظف رزق بمولود
جديد خمسمئة دولار عند خروج طفله من
المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته
الأولية دون قلق وفي غوغل ليس هناك زي
رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل
، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا
بلباس النوم البيجاما ، وهو أمر غير مستغرب
من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذعام
اًبتطوير برنامج يخول متصفح غوغل البحث
في ملفات الكمبيوتر الشخصي للمتصفح ،
وبعدأن تم تطبيق الفكرة كرمت الموظفة في
حفل بهيج ومنحت مليون دولار مكافأة لها
على فكرتها المتميزة ، وفي ردة فعل قالت
الموظفة لوسائل الإعلام إنها تعدهم بأنها
لنتعمل في شركة أخرى غير غوغل.
يقول أحد المسؤولين
في غوغل بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات
في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في
المساء والذهاب إلى بيوتهم ، فهم يحبون
عملهم أكثر من أي شيءآخر، وبالرغم من أن
هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية
طائلة كاستخدام الكهرباء والمأكولات
وغيرها ، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف
على هذه الجوانبفراحة موظفيها هي أهم شيء
بالنسبة لها.
بدأت غوغل قبل ثماني
سنوات تقريباً بتمويل قيمته مليون دولار
، واليوم تبلغ قيمة غوغل السوقية 150
مليار دولار ، وهي على
الرغم من ذلك لازالت تعمل بنفس الروح
والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها
قبل ثماني سنوات، حتى أصبح مشاهير العالم
كرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت
تاتشر والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2006
محمد يونس وغيرهم
يفدون على حرم الشركة ليتزودوا بالطاقة
الإنسانية التي تنبع من موظفي غوغل
الشغوفين بالإبداع ي جهز بغرفة خاصة لذلك
بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين
على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.
وأجمل ما في غوغل هو
تكريم المتميزين والمبدعين ، فكل من يأتي
بفكرة قابلة للتطبيق يمنح مبلغاً مالياً
ضخماً وعددا كبيراً من أسهم الشركة التي
تشتهربالربحية العالية في وول ستريت ،
فقبل سنة قامت موظفة تبلغ من العمر 27
والابتكار.
في مقابلة مع بعض موظفي
غوغل قالت إحدى الموظفات:
“حتى لو لم تدفع لي
غوغلراتباً شهرياً فإنني سأظل أعمل
فيها”...قد
يصعب على مؤسساتنا العربية أن تجاريغوغل
في ثقافتها المؤسسية، وقد يقول البعض إن
ما تقوم به غوغل هو ضرب من ضروب الخيال ،
وقد نختلف معهم أو نتفق ، ولكنه ليس صعباً
علينا أن نبني ثقافة مؤسسية محورها الإنسان
، فغوغل التي يؤم موقعها الإلكتروني
البسيط جداً قرابة نصف مليارشخص شهرياً
، لم تكن لتستطيع هي وغيرها من الشركات
أن تصبح عالمية لو أنها اهتمت بالتكنولوجيا
وأهملت الإنسان .
انتهى
No comments :
Post a Comment